القدس 16 سبتمبر 2020 (شينخوا) وقعت إسرائيل اتفاقيات لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات والبحرين في البيت الأبيض أمس الثلاثاء.

ويعتقد الخبراء أن خلف هذه الاتفاقات تغيرات جيوسياسية متأثرة بالدور الإيراني في المنطقة، حيث تنظر البحرين والإمارات إلى إيران على أنها تمثل تهديدا وتعتبر إسرائيل النظام الإيراني العدو اللدود لها.

وقال جوناثان رينولد، الأستاذ في قسم الدراسات السياسية بجامعة بار إيلان، إن "الإمارات والبحرين فقدتا الولايات المتحدة كراع أمني يعتمد عليه وتواجهان بيئة تهديد متزايد"، و"من وجهة نظرهما، يمكنهما الاعتماد على إسرائيل كدولة قوية، أظهرت أنها تعتزم استخدام القوة ولا تمثل تهديدا لهما".

ويرى المحللون أنه على الرغم من معارضة إسرائيل بيع مقاتلات الشبح (أف 35) الأمريكية للإمارات، يبدو الآن أن الطريق أصبح ممهدا أمام إتمام الصفقة.

وأوضح رينولد أن "الإمارات شُجعت أيضا على المضي قدما (بإبرام الاتفاقات) في الوقت الذي زادت فيه احتمالات بيع المقاتلات الأمريكية من طراز (أف 35) لها، مضيفا أن "إسرائيل والإمارات والبحرين تساعد بعضهم البعض استراتيجيا ضد إيران لعقد من الزمان فيما يخص المعلومات الاستخباراتية بشأن تحركات الأسلحة الإيرانية وأشياء أخرى".

وقال إيهود إريان، وهو باحث زائر في قسم العلوم السياسية بجامعة ستانفورد، إن "إسرائيل ستحظى الآن بحلفاء في مكان قريب من إيران يمكن استخدامهم في تجميع المعلومات الاستخباراتية". و"أيضا، إذا أرادت إسرائيل ودول الخليج احتواء إيران في الساحة الدولية، يمكن تيسير هذا بطريقة أسهل".

وأوضح أنه "بالنسبة لإسرائيل، هذه الاتفاقيات تحقق هدفا استراتيجيا وهو الاعتراف بها من العام العربي"، و"يمكن تسليط الضوء على أن هذا تحقق دون الفلسطينيين ".

وتمثل هذه الاتفاقيات تغيرا كبيرا عن وجهة النظر التقليدية التي سادت منذ عقود وهي أنه يجب على إسرائيل حل النزاع مع الفلسطينيين أولا وحينها فقط يمكنها الحصول على اتفاقيات مع جيرانها العرب.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي عبر تغريده على تويتر إنني "أدعو القيادة الفلسطينية للتوصل إلى تفاهم واقعي لإظهار حس المسؤولية والقيادة مثلما فعل قادة الإمارات والعودة إلى طاولة المفاوضات".

ولتسهيل التوقيع، وافق نتانياهو على تجميد خطته المثيرة للجدل والخاصة بضم أراض في الضفة الغربية. ولكن الخطة كانت مثيرة للجدل، وكان من الصعب رؤية كيف يمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن يمضى بالخطة قدما دون النظر إلى اتفاقيات التطبيع.

وقال رينولد إن "إسرائيل لن تقدم تنازلات في القضايا الرئيسية من أجل إقامة علاقات مع دول الخليج، ولو أرادت هذا لكانت قد فعلت هذا بالفعل. القضايا الرئيسية ستظل ولن تتغير".